سورة الملك - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الملك)


        


قوله تعالى: {أمَّن هذا الذي هو جند لكم} هذا استفهام إنكار. ولفظ الجُنْدِ مُوحَّد، فلذلك قال تعالى: {هذا الذي هو} والمعنى: لا جُنْدَ لكم {ينصركم} أي: يمنعكم من عذاب الله إن أراده بكم {إنِ الكافرون إلا في غرور} وذلك أن الشيطان يغرُّهم، فيقول: إن العذاب لا ينزل بكم {أمَّن هذا الذي يرزقكم} المطر وغيرَه {إن أمسك} الله ذلك عنكم {بل لجُّوا في عُتُوٍّ} أي: تمادٍ في كفر {ونفور} عن الإيمان.
ثم ضرب مثلاً، فقال تعالى: {أفمن يمشي مُكِبّاً على وجهه} قال ابن قتيبة: أي: لا يبصر يميناً، ولا شمالاً، ولا من بين يديه. يقال: أكبَّ فلانٌ على وجهه بالألف، وكبَّه الله لوجهه، وأراد: الأعمى. قال المفسرون: هذا مثل للمؤمن، والكافر. والسويُّ: المعتدل، أي: الذي يبصر الطريق. وقال قتادة: هذا في الآخرة يحشر الله الكافر مُكِبّاً على وجهه، والمؤمن يمشي سوياً.
قوله تعالى: {قليلاً ما تشكرون} فيه قولان:
أحدهما: أنهم لا يشكرون، قاله مقاتل.
والثاني: يشكرون قليلاً، قاله أبو عبيد.
قوله تعالى: {ذَرَأَكُمْ} أي: خلقكم {ويقولون متى هذا الوعد} يعنون بالوعد: العذابَ {فلما رأوه زُلْفَةً} أي: رأوا العذاب قريباً منهم {سِيْئَتْ وجوه الذين كفروا} قال الزجاج: أي: تبين فيها السُّوءُ. وقال غيره: قُبِّحْت بالسواد {وقيل هذا الذي كنتم به تَدَّعُونَ} فيه قولان:
أحدهما: أنَّ {تدَّعون} بالتشديد، بمعنى تدعون بالتخفيف، وهو تفتعلون من الدعاء. يقال: دعوت، وادَّعيت، كما يقال: خَبَرْتُ وَاخْتَبَرْتُ، ومثله: يَدَّكِرون، ويَدْكُرون، هذا قول الفراء، وابن قتيبة.
والثاني: أن المعنى: هذا الذي كنتم من أجله تَدَّعون الأباطيلَ والأكاذيبَ، تَدَّعون أنكم إِذا مُتُّم لا تُبْعَثُون؟! وهذا اختيار الزجاج. وقرأ أبو رزين، والحسن، وعكرمة، وقتادة، والضحاك، وابن أبي عبلة، ويعقوب: {تَدْعون} بتخفيف الدال، وسكونها، بمعنى تَفْعَلون من الدعاء. وقال قتادة: كانوا يَدعُون بالعذاب.


قوله تعالى: {قل أرأيتم إن أهلكني الله} بعذابه {ومن معيَ} من المؤمنين. قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وحفص عن عاصم: {معيَ} بفتح الياء. وقرأ أبو بكر عن عاصم، والكسائي: {معي} بالإسكان {أو رَحِمَنَا} فلم يعذِّبْنَا {فَمَنْ يجير الكافرين} أي يمنعهم ويؤمِّنُهم {من عذاب أليم} ومعنى الآية: إنا مع إِيماننا، بين الخوف الرَّجاء: فمن يجيرُكم مع كفركم من العذاب؟! أي: لأنه لا رجاء لكم كرجاء المؤمنين {قل هو الرحمن} الذي نعبُدُ {فستعلمون} وقرأ الكسائي: {فسيعلمون} بالياء عند معاينة العذاب مَن الضالُّ نَحْن أم أنتم.
قوله تعالى: {إن أصبح ماؤكم غَوْراً} قد بيَّنَّاه في [الكهف: 41] {فمن يأتيكم بماءٍ معينٍ؟!} أي: بماءٍ ظاهر تراه العيون، وتناله الأرشية.

1 | 2